الأربعاء، 13 يوليو 2016

ما هو جنون العظمة؟ - د. مصعب عزاوي

ما هو جنون العظمة؟ - د. مصعب عزاوي
جنون العظمة عبارة عن أفكار مبالغ بها أو أوهام؛ و أكثرها شيوعاً الأوهام الاضطهادية. متلازمات جنون العظمة هى تلك الأوهام لجنون العظمة التي تتمتع بجزء كبير و واضح من سمات أعراض متلازمات جنون العظمة، كالغيرة المرضية و التنافس المرضي.  لذلك فإن مصطلح جنون العظمة مصطلح وصفي ، فعند تعرفنا على إحدى الأعراض و المتلازمة كجنون العظمة، لا يمكننا أن نقوم بتحديد تشخيص ما و لكنه يمهد لنا الطريق للقيام به. بخصوص هذا الصدد من المحتمل التعرف على حالات الذهول و تبدد الشخصية.
 
متلازمات جنون العظمة تتواجد بمشاكل رئيسية للتصنيف و التشخيص للأمراض النفسية. يمكن تخفيض الصعوبات عن طريق تقسيم تلك المتلازمات إلى مجموعتين متميزتين:
-     أعراض جنون العظمة المتواجدة كجزء من الإضطراب النفسي، كالشيزوفرانيا، إضطراب الحالة المزاجية، إضطراب العقل العضوي.
-     أعراض جنون العظمة المتواجدة بدون دلائل لأي إضطراب كامن. هذه المجموعة من الإضطرابات أطلق عليها العديد من الأسماء، مثل حالة جنون العظمة الشائعة أو ذهان جنون العظمة، و لكن تصنيفان ICD-10  و DDSM-IV أطلقا عليه الإضطراب الوهمي. إن المجموعة الثانية هى التي سببت الصعوبة المستمرة في عدة جوانب، على سبيل المثال، فيما يتعلق بمصطلحاتهم، علاقاتهم بالشيزوفرانيا و مقتضيات الطب الشرعي.
 
أعراض جنون العظمة:
تم التوضيح بالأعلى بأن مشاعر جنون العظمة الوهمي الأكثر شيوعاً هي مشاعر الاضطهاد. كما طبق مصطلح جنون العظمة للأوهام الأقل شيوعاً للعظمة و الغيرة، و أحياناً للأوهام المتعلقة بالحب، الدعاوى، الدين، قد يبدوا الأمر كالأحجية بحيث تتجمع أوهام كتلك في مجموعة واحدة. و السبب في ذلك هو أن الشذوذ المركزي الذي ينطوي عليه مصطلح جنون العظمة هو التشويه المرضي للمعتقدات أو للسلوكيات المتعلقة بالعلاقات بين الشخص و الآخرين. إذا أمن الشخص بشكل خاطئ أو على أساسات  غير كافية  بكونه أصبح ضحية أو متعالي  أو مخدوع و محبوب من قبل شخص مشهور؛ ففي كل حالة منهم يقوم المريض ببناء علاقة بينه و بين الآخرين بطريقة مرضية مشوهة.
مسببات أعراض جنون العظمة:
عندما تتواجد أعراض جنون العظمة كجزء من اضطراب نفسي آخر، فإن العوامل الرئيسية المسببة للمرض هي تلك التي تحدد المرض الرئيسي. على الرغم من ذلك، فلايزال هناك سؤال يبرز نفسه حول سبب تطور أعراض جنون العظمة لدى البعض بينما لا يقوم بذلك البعض الآخر؟. تمت الإجابة على هذا السؤال عادةً في سياق تطور الشخصية السابقة للمرض و العزلة الاجتماعية.

 
الشخصية السابقة للمرض:
العديد من الكتاب من ضمنهم، كاربلين، قد عقدوا العزم على أنه من المحتمل جداً تواجده لدى المرضى ذو الشخصية السابقة للمرض للنوع المصاب بجنون العظمة. كما آمن بذلك أيضاً كرتشمر (1927)، و أعتقد أن أشخاص كهؤلاء يطورون أوهامهم المرجعية حساسة كرد فعل نفسي مفهوم لما ترسب لديهم من أحداث.
و قد دعمت هذه الآراء الدراسات الحديثة التي أطلقت عليه ذهان تخيلي متأخر البداية، و قد وجد كاي و روث (1961) أن الشخصيات المصابة بجنون العظمة أو المفرطة الحساسية في أكثر من نصف المجموعة لعدد 99 شخص مع بداية متأخرة للذهان التخيلي.